كيف تجعل الكشافين يحبون القراءة ؟؟
يتفق أهل التربية على أهمية غرس حب القراءة فـي نفس الكشاف، وتربيته على حبها،حتى تصبح عادة له يمارسها ويستمتع بها.
وما هذا إلا لمعرفتهم بأهمية القراءة، فقد أثبتت البحوث العلمية (أن هناك ترابطاً مرتفعاً بين القدرة على القراءة والتقدم الدراسي).
وهناك مقولات لعلماء عظام تبين أهمية القراءة أذكر منها:
1- (الإنسان القارئ تصعب هزيمته).
2- (إن قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي فـي المدرسة بألف مرة).
3- (من أسباب نجاحي وعبقريتي أنني تعلمت كيف انتزع الكتاب من قلبه).
4- سئل أحد العلماء العباقرة: لماذا تقرأ كثيراً؟ فقال: (لأن حياة واحدة لا تكفيني !!). أخي الكريم: إن القراءة تفيد الكشاف فـي حياته، فهي توسع دائرة خبراته، وتفتح أمامه أبواب الثقافة، وتحقق التسلية والمتعة، وتكسب الكشاف حساً لغوياً أفضل، ويتحدث ويكتب بشكل أفضل، كما أن القراءة تعطي الكشاف قدرة على التخيل وبعد النظر، وتنمي لدى الكشاف ملكة التفكير السليم، وترفع مستوى الفهم، وقراءة الكشاف تساعده على بناء نفسه وتعطيه القدرة على حل المشكلات التي تواجهه.
وأشياء كثيرة وجميلة تصنعها القراءة وحب الكتاب فـي نفس الكشاف.
إن غرس حب القراءة فـي نفس الكشاف ينطلق من البيت الذي يجب عليه أن يغرس هذا الحب فـي نفس الكشاف، فإن أنت علمت الكشافين كيف يحبون القراءة، فإنك تكون قد وهبتهم هدية سوف تثري حياتهم أكثر من أي شيء آخر!! ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ ولا سيما فـي عصر قد كثرت فيه عناصر الترفيه المشوقة والألعاب الساحرة التي جعلت الكشاف يمارسها لساعات متواصلة؟!!
وقبل الإجابة على السؤال اذكر أبياتاً من قصيدة بعنوان (الأم القارئة) وهي قصيدة مترجمة.
قد تكون لديك ثروة حقيقية مخفاة علب جـواهـــر وصنـاديــق ذهــب
لكنـك أغنـى مـني لــن تكــون لأن لــي أمــاً تقـــرأ لــي
أساليب ترغيب القراءة للكشافين :
1- القدوة القارئة: إ
ذا كان البيت عامراً بمكتبة ولو صغيرة، تضم الكتب والمجلات المشوقة، وكان الأب أو القائد من القارئين والمحبين للقراءة ، فإن الكشاف سوف يحب القراءة والكتاب. فالكشاف عندما يرى أباه أو قائده أوأفراد أسرته يقرأون، ويتعاملون مع الكتاب، فإنه سوف يقلدهم، ويحاول أن يمسك بالكتاب وتبدأ علاقته معه.
وننبه هنا إلى عدم إغفال الكشافين الذين لم يدخلوا المدرسة ونتساءل: هل الكشاف ليس فـي حاجة إلى الكتاب إلا بعد دخوله للمدرسة ؟
ونقول: إن المتخصصين فـي التربية وسيكولوجية القراءة، يرون تدريب الشخص الذي لم يدخل المدرسة على مسك الكتاب وتصفحه، كما أنه من الضروري أن توفر له الأسرة والفرقة بعضاً من الكتب الخاصة به، والتي تقترب من الألعاب فـي أشكالها، وتكثر فيها الرسوم والصور.
2- توفير الكتب والمجلات الخاصة للكشاف:
هناك مكتبات ودور نشر أصبحت تهتم بقراءة الكشاف، وإصدار ما يحتاجه من كتب ومجلات وقصص، وهذا فـي دول العالم المتقدم، أما فـي العالم الثالث، فلا زالت كتب الكشاف ومجلاته قليلة، ولكنها تبشر بخير. ولا شك أن لهذه الكتب والمجلات والقصص شروط منها:
أ- أن تحمل المضمون التربوي المناسب للبيئة التي يعيش فيها الكشاف.
ب- أن تناسب العمر الزمني والعقلي للكشاف.
جـ- أن تلبي احتياجات الكشاف القرائية.
د- أن تتميز بالإخراج الجميل والألوان المناسبة والصور الجذابة والأحرف الكبيرة.
ولقد تفننت بعض دور النشر، فأصدرت كتب بالحروف البارزة، وكتب على شكل لعب، وكتب يخرج منها صوت حيوان إذا فتحت هذه كلها تساعد على جذب الكشاف للقراءة.
3- تشجيع الكشاف على تكوين مكتبة صغيرة له :
تضم الكتب الملونة، والقصص الجذابة، والمجلات المشوقة، ولا تنس اصطحابه للمكتبات التجارية، والشراء من كتبها ومجلاتها، وترك الاختيار له، وعدم إجباره على شراء مجلات أو كتب معينة، فالأب يقدم له العون والاستشارة فقط.
كل هذا يجعل الكشاف يعيش فـي جو قرائي جميل، يشعره بأهمية القراءة والكتاب، وتنمو علاقته بالكتاب بشكل فعّال.
4- التدرج مع الكشاف في قراءته:
لكي نغرس حب القراءة فـي الكشاف ينبغي التدرج معه، فمثلاً كتاب مصور فقط، ثم كتاب مصور يكون فـي الصفحة الواجدة صورة وكلمة فقط، ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواجدة كلمتين، ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواجدة سطر وهكذا.
5- مراعاة رغبات الكشاف القرائية:
إن مراعاة رغبات الكشاف واحتياجاته القرائية، من أهم الأساليب لترغيبه فـي القراءة، فالكشاف مثلاً يحب قصص الحيوانات وأساطيرها، ثم بعد فترة، يحب قصص الخيال والمغامرات والبطولات وهكذا. فعليك أن تساهم فـي تلبية رغبات الكشاف، وحاجاته القرائية، وعدم إجباره على قراءة موضوعات أو قصص لا يرغبها!!
6- المكان الجيد للقراءة فـي البيت وفي الفرقة و الأنشطة :
خصص مكاناً جيداً ومشجعاً للقراءة فـي تتوفر فيه الإنارة المناسبة والراحة الكاملة للكشاف ، كي يقرأ .
7- خصص للكشافين وقتاً تقرأ له فيه:
عند ما يخصص الأب أو الأم أو القائد وقتاً يقرأ فيه للكشاف القصص المشوقة، والجذابة حتى ولو كان الكشاف يعرف القراءة، فإنه بذلك يمارس أفضل الأساليب لغرس حب القراءة فـي نفس الكشاف.
وهذه بعض التوصيات للقراءة للكشافين:
أ- اقرأ للكشافين أي كتاب أو قصة يرغبون بها، حتى ولو كانت تافهة، أو مكررة، وقد تكون أنت مللت من قراءتها، ولكن عليك بالصبر حتى تشعرهم بالمتعة فـي القراءة.
ب- عليك بالقراءة المعبرة، وتمثيل المعنى، واجعلها نوعاً من المتعة، واستعمل أصواتاً مختلفة، واجعل وقت القراءة وقت مرح ومتعة!!
جـ- ناقش الكشافين فيما قرأته لهم، واطرح عليهم بعض الأسئلة، وحاورهم بشكل مبسط.
وحاول أن تكون هذه القراءة بشكل مستمر، كل أسبوع مرتين على الأقل.
ويمكن أن تقرأ القصة على أطفال مجتمعين، ثم يمثلونها ويلعبوا أدوار شخصياتها.
إن جلسات القراءة المسموعة، تجعل الكشافين يعيشون المتعة الموجودة فـي الكتب، كما أنها تساعدهم على تعلم وفهم لغة الكتب.
8- استغلال الفرص والمناسبات:
إن استغلال الفرص والمناسبات، لجعل الكشاف محباً للقراءة، من أهم الأمور التي ينبغي على القائد أن يدركها.
9- استغلال هوايات الكشاف لدعم حب القراءة:
جميع الكشافين لهم هوايات يحبونها، منها مثلاً: الألعاب الإلكترونية، تركيب وفك بعض الألعاب، قيادة الدراجة، الرسم، الحاسب الآلي، كرة القدم، وغيرها من ألعاب. لذا عليك توفير الكتب المناسبة، والمجلات المشوقة، التي تتحدث عن هواياتهم، وثق أنهم سوف يندفعون إلى قراءتها، ويمكن لك أن تحاورهم فيها، وهل يرغبون فـي المزيد منها ؟ ولا تقلق إذا كانت هذه الكتب تافهة، أو لا قيمة لها فـي نظرك. فالمهم هنا هو تعويد الكشاف على القراءة، وغرس حبها فـي نفسه.
10- قراءة الكشاف والتلفزيون:
إن كثرة أجهزة التلفزيون فـي المنزل. تشجع الكشاف على أن يقضي معظم وقته فـي مشاهدة برامجها، وعدم البحث عن وسائل للتسلية، أما مع وجود جهاز تلفزيون واحد، فإن الكشاف سوف يلجأ إلى القراءة بالذات حين يكون فرد آخر فـي أسرته يتابع برنامج لا يرغب الكشاف فـي متابعته!!.
وكلما كبر الكشاف وازدحمت حياته، وزاد انشغاله، فإن وقت ما قبل النوم، يصبح هو الفرصة الوحيدة للقراءة عنده، لذا أحرص على غرس هذه العادة فـي الكشافين!!
11- اجعل الكشافين يلعبون مع بعض الألعاب القرائية:
والألعاب التي يمكن أن يلعبها الكشافين ليحبوا القراءة كثيرة جداً، ولكن اختر منها الألعاب المشوقة والمثيرة، وهناك ألعاب يمكن أن تبتكرها أنت، مثل: أكتب كلمات معكوسة وهو يقرأها بشكل صحيح، وابدأ بكتابة اسمه هو بشكل معكوس فمثلاً اسمه (سعد) اكتبه له (دعس) واطلب منه أن يقرأه بشكل صحيح وهكذا.
ومن الألعاب: أن تطلب منه أن يقرأ اللوحات المعلقة فـي الشوارع، وبعض علامات المرور، كعلاقة (قف). ومن الألعاب التي يمكن أن تبتكرها للكشاف، يمكنك كتابة قوائم ترغب فـي شرائها من محل التموينات، واجعل الكشاف يشطب اسم الشيء الذي تشتريه. ومن الألعاب القرائية: ألصق بعض الأحرف الممغنطة على الثلاجة، واكتب بها بعض الكلمات، واطلب من الكشاف قراءتها، ثم دعه هو يكتب الحروف والكلمات وأنت تجيب، وحاول أن تعطيه إجابة خاطئة أحياناً حتى يصححها لك، وتذكر أن الكشاف يحب أن يتولى زمام اللعبة خاصة مع أبويه!!
12- المدرسة وقراءة الكشاف:
تابع باستمرار كيف يتم تدريس القراءة للكشافين. زر المدرسة وتعرف على معلم القراءة، وبين له أنك مهتم بقراءة الكشاف وبين له أيضاً البرامج التي تقدمها للكشاف ليكون محباً للقراءة. وأسأل معلم القراءة كيف يتم تدريس القراءة للكشاف وأسأله عن الأنشطة القرائية التي يمارسها الكشاف فـي المدرسة، وأسأله عن علاقة الكشاف بمكتبة المدرسة. وحاوره بشكل لطيف عن أهمية الأنشطة القرائية التي يجب أن يتعود عليها الكشاف فـي المدرسة !! ولا تنس أن تقدم خطابات الشكر للمعلم الذي يؤدي درس القراءة بطريقة تنمي حب القراءة لدى الكشاف. وأحياناً يخشى المعلم القيام بأنشطة قرائية حرة داخل الصف ويترك المقرر قليلاً، لذا عليك أن تدعم هذا المعلم وترسل له خطابات الشكر هو ومديره، وأشكره على عمله! واعرض عليه التبرع بالقصص المشوقة والكتب المناسبة لمكتبة الفصل! عندما يسمع المعلمون الآخرون عن هذا التشجيع فقد يجدون الشجاعة لعمل الشيء ذاته فـي فصولهم!!
13- الكشاف والرحلات وأصدقاؤه والقراءة:
إذا شارك الكشاف فـي رحلة ، فاحرص على أن تزوده ببعض الكتب والقصص المشوقة! فقد يكون هناك وقت مناسب لكي يقرأ فيها، ويمرر هذه الكتب والقصص المفيدة لأصدقائه! ولكن ينبغي أن يطلع عليها المعلم أولاً. أيضاً يمكن أن تقدم لأصدقاء الكشاف بعض الكتب والقصص المشوقة أو يعيرها الكشاف لهم. هذا بإذن الله سوف يضمن إنشاء أصدقاء للكشاف يحبون القراءة.
14- الكشاف والشخصيات التي يحبها والتي يمكن أن تجعله يحبها:
من المهم أن تزود الكشاف ببعض الكتب عن الشخصيات التي يحبها، أو التي يمكن أن يحبها، وأن يتعلم المزيد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وحياته ومعجزاته، وصحابته، والشخصيات البطولية فـي التاريخ الإسلامي وهذا كله موجود فـي قصص مشوقة وجذابة، ولا سيما إذا كان الكشاف لا يحب قصص الخيال لكنه يحب قصص الخير ضد الشر والمغامرات الواقعية.
15- الكشاف ومسرح القراءة:
إن الكشافين يقرأون بسهولة عندما يفهمون ما يقرأون، لذا اختر الأدوار فـي القصة، واجعل الكشاف يصبح إحدى الشخصيات ويقرأ الحوار الذي تنطق به وهذا هو ما يسمى (مسرح القراءة).
وهذا سوف يساعد على المتعة والإثارة أثناء القراءة.
16- قطار القراءة يتجاوز الكشافين:
لا تيأس أبداً فمهما بلغت سن الكشافين ومهما كبروا يمكنهم أن يتعلموا حب القراءة لكن من المهم أن توفر لهم المجلات، والكتب التي تلبي حاجاتهم القرائية، ومن الممكن أن تشترك لهم " للفرقة " فـي بعض المجلات المناسبة، ولا سيما إذا كانوا مراهقين عليك أن تشبع حاجاتهم القرائية بشكل أكبر.