إن للمشاركة في المخيمات الكشفية أهمية كبيرة في حياة الكشاف الفرد تنعكس على حياته العملية و النفسية بالاتجاه الايجابي بشكل كبير يمكن أن نجملها بما يلي :
عندما يكتشف الفرد الكشاف ذاته بين الجماعة و أهمية عمله الكشفي اليومي فإن ذلك يعزز الثقة بنفسه و يجعله دائم التحفز للعمل و العطاء طالما هناك إشارات ايجابية تنعكس عليه و على جماعته الكشفية الطليعة من أوسمة أو أعلام الشرف الخ.......
عندما يتفاعل مع فئات عمرية اكبر منه في السن مثل القادة فإن ذلك يكسبه مهارة اجتماعية أخرى هي احترام الكبير خاصة أن التربية الكشفية تثيب المجتهد و تحفز المتقاعس على العمل دون عقوبات جسدية قد تترك أثرا سلبيا في حياة الفرد كما نجد في المدارس من بعض المعلمين أو في البيت من بعض الآباء مثلا و هنا يظهر الأثر الايجابي فهو يتعامل مع شخص اكبر منه سنا و يخطئ دون أن يعاقب بل يرشده القائد و يعلمه و يدفعه للعمل بلطف و حزم.
إن نظام الاستيقاظ في ساعة محددة و تناول الطعام في ساعة محددة و الدروس منظمة مرتبة محضرة بين أحضان الطبيعة الجميلة تجعل من الكشاف الفرد إنسانا مرتبا يتعود ترتيب الأولويات في حياته حسب حاجته فلو سهر الليل كاملا خارجا عن قواعد المخيم سيشعر في اليوم التالي بالنعاس و التعب و الإرهاق و ينعكس عليه سلبا في ذلك اليوم و يؤخره عن رفاقه في الجماعة مما يعرضه لملاحظات القائد و هذا ما لا يرضي الكشاف الحقيقي و سيكتشف في المستقبل أنه لابد له من ترتيب أولويات حياته كما في مخيمات الكشافة .
إن الحياة الكاملة في أحضان الطبيعة تجعل الإنسان الكشاف يتفكر في الخلق و الخالق مما يجعله أكثر تمسكا بالقيم الدينية و الأخلاق و العبادات و هذا انعكاس ايجابي على حياته.
إن العيش أياما في الطبيعة بعيدا عن الترف و الحياة الحاضرة الجاهزة كأن يقوم الكشاف بتحضير الطعام له أو لرفاقه أو خدمة نفسه أو رفاقه مدة يوم كامل يجعله مقدرا لأعمال الآخرين في البيت مثلا الأم تعد الطعام للجميع والجميع يأكلون دون الإحساس بالجهد و التعب الذي بذله الآخرون لإطعامه كما أن ترتيب الخيمة و السرير في المخيم عادة ايجابية تنعكس على حياته كما أن انعدام الكهرباء و قلة الماء تعوده على حياة التقشف و الاقتصاد و هذا أيضا انعكاس ايجابي على حياته.
وربما كان للقاء أصدقاء جدد في المخيم الكشفي أكبر الآثار الايجابية على حياة أي فرد فهو يشارك معهم في العمل والتدريب وحفلات السمر وهذا يوسع دائرة الأصدقاء على مساحة جغرافية كبيرة و يجعل منه إنسانا محببا ومحبا في نفس الوقت فأينما يمم في المستقبل سيجد أصدقاء له يشاركونه ذكرى مخيم أو لقاء كشفي .
و أخيرا كثير من الكشافة يكتشفون يوم الوداع في أنفسهم نفس شاعرية رقيقة شفافة تذرف الدموع السخية على وقع نشيد الوداع و هذه حالة إنسانية نادرة لا يشعر بها إلا الكشاف الصادق مع نفسه و مع الآخرين.